علاج التردد عند الأطفال: نصائح وإستراتيجيات للمساعدة
علاج التردد عند الأطفال من الموضوعات الشائعة التي تشغل بال معظم القائمين على عملية التربية خاصة الآباء . حيث يجعل التردد الطفل ضعيف الشخصية ولا يستطيع التصرف حتى في أبسط المواقف . وقد يؤثر التردد بشكل كبير على النجاح المهني له في المستقبل وهذا من نصائح لتربة طفل ناجح لذلك نقدم لك العلاج المناسب.
التردد عند الأطفال
قبل التطرق للحديث عن علاج التردد عند الأطفال لا بد أن تعرف ما هو التردد، حيث أنه يمثل اضطراب نفسي داخلي يشعر الطفل بحيرة بشأن اتخاذ قرار ما . فعندما تسند إليه مهمة معينة كترتيب المنزل مثلًا فلا يستطيع أن يأخذ قرار من أين يبدأ . هو فقط ينتظر توجيهات وتعليمات يقوم باتباعها، . كما قد يصل الأمر به إلى أنه غير قادر على اختيار ملابسة . وعندما يتأخر العلاج تتطور الأمور أكثر فأكثر ويصبح الطفل أكثر تردد وهنا تحدث متلازمة أبولومانيا . حيث تعتبر أسوأ أنواع التردد التي يمكن أن تؤدي بالشخص في النهاية إلى الانتحار . وغالبًا ما يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من التردد بقلق وتعب نفسي وربما اكتئاب في بعض الأحيان.
متى يبدأ التردد؟
متى يظهر التردد على الطفل؟ هل هناك عمر محدد للتردد؟ الكثير من هذه الأسئلة تتردد في بال الآباء والأمهات . وفي الحقيقة أنه لا يوجد عمر معين للتردد فأي طفل إن لم تتعامل به بطريقة إيجابية سيصبح شخص متردد ضعيف الشخصية . حيث يظهر على الطفل عندما يدرك الأمور من حوله أي من عمر 5سنوات تقريبًا . فنجد الطفل يطلب دائمًا مساعدة الآخرين في القرارات البسيطة في حياته . كما أنه لا يقبل النقض على الإطلاق . كما يحاول دائمًا أن ينخرط وسط الجماعة ولا يحب البقاء وحيًدا ويميل إلى الأنشطة الجماعية الذي يقوم فيها الآخرين بتولي جميع المهام بدلًا منه . فلا بد أن تلاحظ هذه الأعراض حتى تبدأ في تنفيذ إجراءات علاج التردد عند الأطفال معه
أسباب التردد عند الأطفال
قبل استخدام طرق علاج التردد عند الأطفال التي سنوضحها لك في النقاط القادمة لا بد أن تتعرف على الأسباب التي يمكن أن تجعل طفلك متردد والتي تتمثل فيما يلي:
القمع:
حيث أنك تكون السبب الرئيسي في مشكلة التردد لدى طفلك . فعندما تقوم بتعنيفه وعقابه جسديًا عند أي خطأ يقوم به وتفرض عليه رأيك فإنه سيكون ضعيف الشخصية . فعندما تختار له ما يلبس وما يأكل ومن يصاحب حتى وإن كان لا يحب لا تنتظر منه أن يكون ذو شخصية مستقلة أو شخصية قادرة على الاعتماد على نفسها في أي أمر. وهذا التردد من مخاطر أساءة معاملة الطفل .
التدليل:
كما ان أسلوب القمع يؤثر بشكل كبير على الطفل على الجانب الآخر نجد أن التدليل المبالغ فيه يخلق من الطفل شخصية معتمدة على الآخرين . فهو اعتاد دائمًا أن هناك شخص يقوم بالمهام بدلًا منه . فعندما يتم وضعه في الأمر الواقع يصبح غير قادر على اتخاذ قراراته الشخصية كما يناسبه . فقد نجده مثلًا يقلد نفس أسلوب أبويه . حيث أنه اعتاد أن تجعله أمه يرتدي اللون الأحمر مع اللون الأسود فيقوم بارتداء نفس الملابس بنفس الشكل ولا يميل أبدًا للتغيير لأنه غير قادر على ذلك.
علاج التردد عند الأطفال
في الحقيقية أن مشكلة التردد عند الأطفال من المشكلات التي يمكن حلها بشكل بسيط باتباع بعض الاستراتيجيات في المنزل مع الطفل دون الحاجة إلى زيارة طبيب متخصص . حيث أنها مشكلة ناشئة عن أسلوب تربية خاطئ، فعندما تتبع الطرق الإيجابية في تربية الطفل والابتعاد عن التدليل المكثف والعنف والقمع فإنك تقي طفلك من الدخول إلى هذه المشكلة . أما إن كان قد حدث بالفعل وتعاملت مع أحد أبنائك بطريقة خاطئة وأصبح متردد أو أُصيب بمتلازمة أبولومانيا فيمكنك اتباع الاستراتيجيات الآتية:
ممارسة أسلوب الحوار
حاول أن تفتح أنواع متنوعة من الحوار مع ابنك بعيدًا عن المذاكرة والطعام . حيث يمكن لك أن تناقشه كشخص بالغ وتسأله عن رأيه في كل شيء يدور حوله في الحياه واجعله يشعر أن رأيه مهم بالنسبة لك.
بث الثقة في الطفل
حيث تعبر هذه الاستراتيجيات من أفضل أساليب علاج التردد عند الأطفال . فلا بد أن تجعله مطمئن دائمًا ويشعر أنه قادر على القيام بأي شيء، . وهذا يمكن أن تقوم به عن طريق جعله يختار ويلبس ملابسة بنفسه ويقوم بتنظيف أطباقه وغير ذلك من الأمور . فقد يخفق في المرات الأولى لكن بشكل تدريجي سوف يتعلم.
اصطحاب الطفل إلى السوق
احرص على اصطحاب ابنك المتردد بأكبر قدر ممكن في رحلات التسوق . وفي أثناء التسوق اطلب منه أن يختار أشياء من الماركات حسب ما يرغب . كما لا بد أن تمتدحه مهما كانت اختياريه حتى يتعلم شيئًا فشيء، واطلب منه أن يقوم بمحاسبة البائع على المشتريات ويعطيه النقود بنفسه.
تجنب الرد المباشر على الأسئلة
وهذه من الأساليب الفعالة والتي تكسب الطفل مهارات التفكير وتبث بداخله الثقة في النفس. حيث أنك تجعل الطفل يفكر في إيجاد إجابة للسؤال الذي طرحه عليك ثم توضح له الأمر . فعلى سبيل المثال عندما يسألك كيف يصبح البيبي شخص كبير فقل له ماذا تعتقد أنت؟ أو يمكن أن تسأله لماذا يأكل الإنسان؟ وماذا تعتقد إذا لم يقم بالأكل؟
التدريب على أسلوب الخطاب
اطلب من ابنك أو ابنتك المترددة بإحضار تقرير معين يقوم بتحضيره بنفسه أو حتى يحصل عليه من خلال الإنترنت . واجعله يلقيه أمام جميع أفراد الأسرة وهم يصغون إليه . وقد تجده مرتبك في بداية الأمر وربما يتعلثم لكن لا بأس بذلك فالتدريب المستمر يجعله يتعود على أسلوب الخطابة ومن ثم المناقشة والحوار.
علمه أن يكون حازم
فمن أساليب علاج التردد عند الأطفال أأن تعلمه ألا يخاف من الناس أبدًا وينظر بشكل مباشر إلى من أمامه وهو يتحدث ويكون مرفوع الرأس . ولا ينحني أثناء المشي . كل هذه الأشياء تخلق منه شخصية واثقة.
احترام رأي الطفل
فالطفل المتردد دائمًا سيسألك عن رأيك في كل كبيرة وصغيرة . وفي هذا الإطار تقوم بإعطائه رأيك وأعطيه أكثر من خيار ثم قل له أن الخيار متروك لك اختر ما تراه مناسب، كما يمكن أن تسأله أنت عن رأيه في بعض القرارات وتنفذ المناسب لكي يشعر أن رأيه غير مهمش.
علمه التعاون
حاول أن تجعل طفلك يقوم بمساعدة الناس من حوله وبمساعدتك أنت أيضًا، كأن يقوم بمساعدة شخص عجوز أو أعمى أو غيره، ولا بد أن تقوم أنت بالأمر أمامه في البداية لأن الأطفال يحبون تقليد من يكون قدوة لهم.
تعليم الهوايات
وهذا أسلوب ناجح ومجرب في علاج التردد عند الأطفال . حيث أنك تعلمه أكثر من هواية مثل الرسم والتلوين وبعض أنواع الرياضات الأخرى . حيث أنه عندما يقوم بممارسة شيء من هذه الهوايات يشعر أنه قام بإنجاز ما وقادر على القيام بأي شيء.
وفي الختام
علاج التردد عند الأطفال يحتاج إلى وقت كبير ومجهود من قبل الوالدين والأسرة والصبر مع الطفل . كما لا بد من الاعتدال في التعامل فلا يكون مدلل بشكل كبير ولا تفرض عليه سيطرتك بشكل مبالغ . اترك له حرية التعبير وقل له أنك لا بد أن يكون لك رأي خاص وكيان خاص ولا يصح أن تكون مجرد تابع لآراء الآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق